الدولة المارقة والدولة الفاشلة
- sarmadsaweb
- 17 فبراير 2021
- 2 دقائق قراءة
تاريخ التحديث: 27 مارس 2021
- ريما الشثري
ما الفرق بين الدولة الفاشلة والدولة المارقة؟ ومتى يمكننا أن نطلق وصف الفاشلة أو المارقة على الدولة؟
الدول المارقة هي الدول الخارجة عن القانون، ولا تتبع المعاهدات والأعراف الدولية الملتزمة بها وتشكل تهديد للأمن الدولي، ومن أمثلة الدول المارقة: إيران، ليبيا، كوريا الشمالية، والعراق (في عهد صدام).
ومن الأفعال التي تقوم بها الدولة المارقة إنتاج الأسلحة البيولوجية والكيميائية، عدم الإلتزام بالمعاهدات الدولية، تصنيع أو شراء معدات لتصنيع أسلحة نووية، دعم الإرهاب، الإتجار بالمخدرات، والغزو واستعمار الدول.
ومن الجدير بالذكر أن أساس السلوك العدواني يصدر من الحاكم أو من رئيس الدولة المارقة نفسها، حيث أن الشعب لا علاقةَ له بالسلوك الخارجي للدولة المارقة، وأوضح مثال على ذلك حكومة العراق حين قررت غزو الكويت عام ١٩٩٠ م أما الشعب هو الذي عانى في نهاية المطاف.
يوجد لبس لدى البعض بين الدولة المارقة والدولة المقلقة، فالدولة المقلقة هي التي يصدر منها أفعالاً مخالفة للقانون والأعراف الدولية ولكنها لا تؤثر على المجتمع الدولي كثيراً، فيتم التغاضي عنها، بعكس الدولة المارقة فالأفعال التي تصدر منها تؤثر على الأمن والاستقرار الدولي، ولا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه.
والمجتمع الدولي يوجّه الدولة المارقة إما بأسلوب الترهيب أو الترغيب. من حيث أسلوب الترهيب هو فرض عقوبات قانونية على الدولة بجميع الأشكال، أو بدخول في حرب باردة مع الدولة، وهذا الأسلوب نجاحه غير حتمي ففي واقعنا الدولي حالياً نرى بعض الدول المارقة بالرغم من فرض العقوبات عليها إلا أنها لا تزال تقوم بأعمال تخالف القانون مثل إيران.
وبالنسبة للدولة الفاشلة هي الدولة التي تفتقر إلى أساسيات قوة الدولة، مثل القوة العسكرية او الاقتصادية.
فهي الدول التي لا تستطيع توفير ضروريات الحياة لشعبها من أمن، وموارد غذائية، ووظائف، ومؤسسات صحية وتعليمية، ومن هذه الدول في حاضرنا: رواندا، وكمبوديا.
تنتهي الدول إلى هذه الحالة بسبب عدة عوامل منها الحرب أهلية، أو من الممكن أن تكون حرب مع دولة أخرى ولم تتمكن من التعافي من آثار الحرب، وإنهاء الاستعمار، فبعد أن كانت الدولة مُستعْمَرة من دولة أخرى قوية ينتهي بها إلى أن يحكم الشعب نفسه، فيحدث خلل وينتهي بها المطاف كدولة فاشلة.
ومن أهم العوامل كذلك هو سوء الإدارة وفساد الحكام وما لهما من تأثير كبير على دولتهم، فتكون هذه الدول ملجأ للعصابات، ولتصنيع المخدرات، وتهريب الأسلحة، ونتيجة لذلك لا يمكن القول إن هذه الدول تعاني من مشكلة داخلية إنما تأثيرها يلمس المجتمع الدولي ويخل بتوازنه.
Comments