top of page

كيف تبدو المملكة العربية السعودية من الخارج؟

  • sarmadsaweb
  • 13 أغسطس 2022
  • 4 دقيقة قراءة

- سارة العبدالحي


عندما يُذكر أسمُ هذه الدولة تتبدد إلى الأذهان موجات من العطاءات اللامتناهية، أعتدنا كسعوديون على العيش في أرض يصلُ صيتُها أنحاء العالم أجمع، وعطائها لا حدود ولا حصر له، وهذا بسبب حرص قادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على إكرام الغير، والمبادرة في الخير والنمو والازدهار، ومد يد العون والمساعدة عند الحاجة، فالمملكة حريصة على أن تستثمر في أرضها وثرواتها وشبابها وأن تجعل منهم بصمة في كل بقعة، وأنتج لنا ذلك أجيال تحيى بروح التعاون والمبادرة، تُحِب المساعدة، وتجمعها قيمٌ ثمينة، هذا ما تراه أعيُن السعوديون في بلادهم، لكن السؤال...

كيف تبدو هذه الدولة خارج حدودها؟، هل لها دور فعّال ونشط في المجتمع الدولي؟، وهل هي حريصة على أن تكون الأولى في تقديم الحلول والاقتراحات عند اللزوم، ومد يد المساعدة عند الحاجة؟


لن ننسى

كلمات يرددها الكويتيون أثناء لحظات تحرير دولة الكويت في الحادثة الخليجية الأكبر، واسترداد الأراضي الكويتية حرةً مرة أخرى، ردًا على الموقف الأخوّي السعودي، والمساهمة التي بدرت من المملكة العربية السعودية، ومن الملك فهد رحمه الله.

المملكة العربية السعودية في تلك الفترة ساندت الكويت في حماية أراضيها وشعبها، بل ونددت بالاقتحام العراقي، على الرغم من العلاقة المتينة التي تجمع الملك فهد والرئيس العراقي السابق صدام حسين.

كما أن الكثير من الأشقاء الخليجيين وقف مع دولة الكويت، لكن تصدرهم الملك فهد رحمه الله، صاحب الموقف البطولي، والذي كان يرى أمن المملكة العربية السعودية ودولة الكويت واحد، وساوى بين الدولتين أرضًا وشعبًا، قائلًا مقولته الشهيرة: "إما أن تبقى الكويت أو تذهب السعودية والكويت معًا".

فهو قدم الدعم والمساعدة العسكرية والأمنية والغذائية والسكنية اللازمة للكويت والكويتيون، منذُ فجر الأزمة إلى نهايتها، وأرسل القوات العسكرية السعودية إلى أراضي الكويت، واستقبل الشعب إلى أرض المملكة بالحفاوة والكرم طوال فترة الغزو.


شكل من أشكال الأخوّة

واصلت المملكة العربية السعودية سعيها لرفع المعاناة عن الشعوب العربية، وحل قضاياها، والمحاولة في إيجاد حلول للمشاكل التي حلّت بالعرب والشعوب العربية منذ التأسيس، فأصبحت المملكة بهذا الأولى عربيًا والثالثة عالميًا في تقديم المساعدات. فالمملكة حريصة على مد يد العون لكل الشعوب في العالم، لاسيما العربية منها، وتقديم المساعدة لمستحقيها دون تمييز أو استثناء أو تفرقة بين عرقٍ ولونٍ ودين.

وتابع الملك سلمان حفظه الله نهج أسلافه الستة وأسس على إثر ذلك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ساهم هذا المركز في تقديم مساعدات يصل مجموعها إلى 5.856.514.768 ريال سعودي لصالح أكثر من 80 دولة مستفيدة، تتصدرها الدول العربية.

بالإضافة إلى تأسيس منصة المساعدات السعودية، التي تنظم عمليات المساعدات التي تقدمها المملكة خارجيًا، بمجموع 164 دولة متلقية للمساعدة، وكانت الدول العربية أعلى الدول تلقيًا للمساعدات السعودية، منها اليمن ومصر والجمهورية العربية السورية وفلسطين ولبنان، بمبالغ إجمالية تصل إلى 233.54 مليار ريال سعودي.

هذا بالإضافة إلى المشاريع والبرامج التي طبقتها المملكة، ومنها مشروع مسام لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام العشوائية والذي تم نزع من خلاله 352.893 لغم، ومشروع إعادة تأهيل الأطفال المجندين الذي شمل أكثر من 60 ألف مستفيد، وغيرها الكثير من المشاريع الصحية والغذائية العديدة.


أرض الطفولة الخضراء

المملكة العربية السعودية دولة تهتم بالإنسان والإنسانية، وتحرص على تقديم المعيشة اللائقة للأطفال، فأصبحت بهذا دولة تدعم الطفل بجميع الوسائل والإمكانات، وتوفر له الأرض الخصبة وتمهد له الطريق، دون صعوبة، جوع، جهل، أو عنف...

أكدت المملكة العربية السعودية أنها ستواصل العمل مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) لتحقيق خطتها الاستراتيجية التي تركز على أولويات رئيسة تشمل: "مرحلة الطفولة المبكرة، وحماية الأطفال، وتوفير البيانات والأدلة التي تتعلق بالأطفال وذلك بالتعاون مع جهات الاختصاص السعودية، وتسخير الشراكات والالتزامات والموارد لمصلحة الأطفال وبما يخدم ويحقق الغاية المرجوة من هذه البرامج".

بالإضافة إلى أن المملكة حريصة على دعم المنظمات والهيئات التي تهتم بالإنسان والطفولة، وهذا ما نراه في المبادرات المالية التي تقدمها المملكة إلى برامج الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد قامت على مدار السنوات الماضية بتقديم حوالي 41 مليون موزعة على 26 مشروع يخدم الطفل، من هذه المشاريع تعاون المملكة مع اليونيسف في مشروع تأهيل الأطفال المجندين في اليمن.

وهذا ما تُشيد به اليونيسف، فهي دائمًا ما تقدّر الدور المهم الذي تمثله المملكة للطفل، لاسيما في الدول الفقيرة ومناطق الصراع، لتصبح بذلك المملكة مؤهلة لتوقيع مذكرة تفاهم على انضمام مدينة الأحساء السعودية إلى المدن الصديقة للطفولة، لتكون المدينة السعودية الأولى صاحبة هذا اللقب العالمي، وهذا الانضمام يعكس العلاقات الوثيقة بين المملكة واليونيسف، وحرص المملكة على تحقيق أفضل سُبُل العيش والرفاهية للأطفال في المملكة.

حيثُ أنها نظمت أوضاع الطفل، ومنحته حقوقه الموضحة في نظام حماية الطفل الصادر عام 1436هـ ، ووفرت الجهات والهيئات تخدم الأطفال، مثل الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين، وبرنامج الأمان الأسري الوطني، ومجلس شؤون الاسرة.

وعلى الصعيد الدولي، وقعت العديد من الاتفاقات الدولية في سبيل حماية الطفل، منها اتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل المتعلقة باشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، وعهد حقوق الطفل في الإسلام.


أثر ممتد

في السنوات الأخيرة، صارت المملكة تسير وفقًا لخطة مستقبلية ذات أهداف واضحة ومحددة، وكما نعلم أن منظمة الأمم المتحدة الدولية هي منظمة ذات أهداف وأعمال عالمية، تسعى لجعل الأرض مكان أكثر مثالية لعيش الإنسان، من خلال حل جميع مشاكل السلام والطبيعة والبيئة والمناخ...

وكون المملكة العربية السعودية عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فهي بلا شك صاحبة مكانة في هذه المنظمة، نظرًا للبوادر التي تظهرها المملكة في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة بينها وبين الأمم المتحدة، فوضعت المملكة هذه الأهداف نصب عينها وجعلت لها نصيب من خططها المستقبلية.

ويسعى فريق الأمم المتحدة في المملكة للعمل على خمس مجالات ذات أولوية، مستمدة من جدول أعمال الأمم المتحدة، وهي "الانسان، الكوكب، الازدهار، السلام، والشراكات".

ووضعت المملكة على إثرِ ذلك العديد من الخطط لتحقيق هذه الأهداف، مثل سعيها في القضاء على مشاكل الجوع والفقر داخل المملكة، وحرصها على تقديم العناية الصحية والتعليم الجيد للسكان، والمحافظة على حياة البر والبحر، ونيتها في تخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول 2030 ، وغيرها من الأعمال التي تم تطبيق بعضها بالفعل، والتي كانت محل تقدير من الأمم المتحدة، وهي دائمًا ما تثني على الخطط الجريئة التي تعمل عليها المملكة.

كما أن المملكة والأمم المتحدة تجمعها شراكات مهمة كثيرة، مثل شراكة وزارة الاقتصاد السعودية ومكتب الأمم المتحدة في المملكة لتسريع وتيرة جهود التنمية المستدامة، وتعاون المملكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في إطار خطة الاستجابة في اليمن، للتخفيف من تأثير الأزمة على الأسر والمجتمعات الضعيفة المتضررة في اليمن.

ولا نجهل المبادرات المالية السعودية، فالمملكة العربية السعودية حريصة على تقديم المساعدات والمساهمات المالية إلى المنظمات والهيئات الدولية، ووصل عدد هذه المساهمات على 702 مساهمة، لواقع 53 جهة مستفيدة، بإجمالي مبالغ تصل إلى 9.20 مليار ريال سعودي، وأعلى هذه المنظمات حصولًا على المساهمات المالية هي الأمم المتحدة، حيث حصلت على مبالغ تصل إلى 374.647.785 دولار أمريكي.

أخيرًا، المملكة تشق طريقها نحو مستقبل باهر، أكثر إنجازًا وإشراقًا، ونتطلع إلى مستقبل بلادنا ورؤيته العالمية، ليكون بهذا البلد الأول في جميع مجالاته، فنحن على ثقة من أننا نعيش في أرضٍ يسودها السلام، والإنسانية، والعدل حكومةً وشعبًا.

وهذه الإنجازات ما هي إلا ترجمة لتاريخ المملكة الناصع بالعطاء، فهي كانت ولا زالت واضعة نصب عينيها حياة الانسان وكرامته، وهذا العطاء لن ينضب، وستستمر السعودية في تقديم المساعدة ومد يد العون في جميع بقاع العالم بتوجيه ودعم من القادة حفظهم الله.

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
مفهوم الحرب الباردة

- سارة العبدالحي الحرب الباردة، وصف غامض كثير التداول للمنافسة التي تحدث بين أي طرفان بينهما عدائية ليست بصريحة، فما هو أصلُ هذه الكلمة؟...

 
 
 

تعليقات


© ٢٠٢١

جميع الحقوق محفوظة

  • SarmadSa.web@gmail.com
  • @SarmadSA_
bottom of page